دكتوراه في سن التسعين.. لماذا لا ينتهي أوان التعلُّم أبدا؟ Reviewed by Momizat on . مروه عزت9/12/2021|آخر تحديث: 9/12/202106:58 PM (مكة المكرمة) "ما زلت أتعلّم".(مايكل أنجلو، فنان عصر النهضة الإيطالي في سن 87 عاما) أثار "مانفريد شتاينر" (Manfre مروه عزت9/12/2021|آخر تحديث: 9/12/202106:58 PM (مكة المكرمة) "ما زلت أتعلّم".(مايكل أنجلو، فنان عصر النهضة الإيطالي في سن 87 عاما) أثار "مانفريد شتاينر" (Manfre Rating: 0

دكتوراه في سن التسعين.. لماذا لا ينتهي أوان التعلُّم أبدا؟

مروه عزت9/12/2021|آخر تحديث: 9/12/202106:58 PM (مكة المكرمة)

“ما زلت أتعلّم”.

(مايكل أنجلو، فنان عصر النهضة الإيطالي في سن 87 عاما)

أثار “مانفريد شتاينر” (Manfred Steiner)، الطبيب الإيطالي الذي هاجر إلى الولايات المتحدة إبان الحرب العالمية الثانية، الإعجاب والفخر وسط المجتمع العلمي، بعد أن حقَّق حلمه القديم بأن يكون فيزيائيا وهو في عمر 89 سنة، بعد أن حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة براون في سبتمبر/أيلول 2021 (1). عمل شتاينر طبيبا، كما نصحته عائلته، لمدة 30 عاما، ثم قرَّر أنه حان الوقت لمتابعة شغفه القديم بالفيزياء، خاصة أنه كان شديد الإعجاب بأينشتاين وماكس بلانك منذ أن كان طالبا في الثانوية. ولكن شتاينر ليس القاعدة بالطبع، بل هو أحد الاستثناءات النادرة.

السباق المحموم

إذا ألقينا نظرة على المشهد التعليمي في الولايات المتحدة على سبيل المثال، فسوف نلاحظ ظاهرة جديدة أخذت في الازدياد في السنوات الأخيرة، وهي أن حَمَلة درجة الدكتوراه يصبحون أصغر. في تقرير على موقع “ستاتيستا” (Statista)، وصل عدد حملة شهادة الدكتوراه في مختلف المجالات للفئة العمرية بين 26-35 عاما إلى 75% من إجمالي الحاصلين على الدكتوراه في الولايات المتحدة عام 2019 (2)، هذه أعمار الجيل المولود بين نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن العشرين، فما سر السباق المحموم الذي يجري في الخارج للحصول على الشهادات العليا بعد التخرج في الجامعة بفترة قصيرة؟

في الماضي القريب، كان مجرد إنهاء الشهادة الابتدائية أو إنهاء الدراسة الثانوية والحصول على وظيفة وبدء الحياة العملية قبل سن العشرين أمرا يدعو للفخر. ولكن مع التقدُّم المذهل الذي أصاب البشرية، بات من الضروري أن تدرس أكثر، وأن تتعلَّم أكثر، لتصبح الجامعة الآن من أساسيات التنافس داخل سوق العمل. ازداد الأمر تعقيدا مع زيادة أعداد خريجي الجامعات، فأصبح من الضروري وضع “مصفاة” جديدة لانتقاء الموظفين الأكثر جدارة، هنا ظهر التنافس في نطاقات الماجستير ودبلومات ما بعد البكالوريا.

تطوَّر الأمر أكثر مع وصول المنافسة في سوق العمل إلى مستوى غير مسبوق، وأصبح من الضروري أن تمتلئ سيرتك الذاتية بالشهادات والإنجازات حتى تصبح في مستوى ملائم لنيل وظيفة محترمة يتنافس عليها المئات وربما الآلاف ممن لا يقلون كفاءة عنك، الآن لا مفر من الحصول على شهادة الدكتوراه حتى ترتقي سلمة أخرى في التدرج الوظيفي وتحصل على دخل أفضل. وكلما حصلت على درجة الدكتوراه في سن أصغر، كانت فرصك في الظفر بوظيفة أحلامك أعلى، بل إن جائزة “فيلدز ميدال” (The Fields Medal)، وهي مُعادل جائزة نوبل في مجال الرياضيات، لا تُمنح إلا لمَن حقق إنجازا رياضيا شديد التميز قبل سن الأربعين (3)!

إذا وضعنا في الاعتبار أيضا “تأثير فلين” (The Flynn Effect) الذي يعني أن معدلات ذكاء الأجيال الجديدة تزداد باطراد عن الأجيال السابقة في عملية تستمر للأبد (4)، فقد يعني هذا أن كل جيل جديد قادم سيكون أكثر كفاءة من الأجيال السابقة له في القدرة على التعلم والإبداع والانتهاء من الدراسات العليا في وقت أقصر وبكفاءة أكبر.

يطرح كل ما سبق سؤالا مهما: إذا كنت قد بلغت عامك الثلاثين، فهل يعني ذلك أن القطار قد فاتك، وأنك فوَّت اللحظة الذهبية والشهادات والإنجازات على أكتافك؟ للإجابة عن هذا السؤال لا بد أن نجيب عن سؤال آخر، وهو كيف يتعلم العقل البشري من الأساس؟

طريق في الغابة

حسنا، هذه منطقة رمادية ومتشابكة وما زلنا لا نعلم عنها الكثير، ولكننا نعلم ما يكفي لكي نتعلم ونستمر في التعلم حتى مع تقدُّمنا في العمر. لكي نفهم كيف يتعلم العقل البشري، لا بد أن نُلقي نظرة سريعة على تكوين المخ. يتكوَّن المخ، ذلك العضو الهلامي المليء بالأخاديد ذات الأشكال المميزة، من مجموعة من الخلايا العصبية يُقدَّر عددها بنحو 85 مليار خلية.

تتكوَّن كل خلية عصبية من جسم الخلية الذي يمتد منه محور أسطواني ينتهي بتشعُّبات تُلامِس التشعُّبات البارزة من جسم الخلية التالية. تستطيع كل خلية عصبية التواصل مع 10.000 خلية عصبية أخرى في الوقت نفسه، مما يُنتج شبكة شديدة التشابك والتعقيد من الوصلات العصبية داخل الدماغ. إذا وقفت في غابة عالية الأشجار، ونظرت إلى أعلى نحو أغصانها المتشابكة والمتلاصقة إلى الدرجة التي لا تكاد تسمح لضوء الشمس بالعبور، فقد تستطيع تكوين فكرة عن شكل هذه الشبكة العصبية المسؤولة عن نقل الأوامر بين خلايا المخ وبعضها، وبين خلايا المخ والأعصاب الطرفية المسؤولة عن تنفيذ الأوامر “الحركة أو الكلام مثلا” واستقبال المؤثرات الخارجية “الرؤية أو السمع أو الإحساس بموقعك من الغرفة”.

في كل مرة تتعلم شيئا جديدا، يبدأ المخ في تمديد وصلات عصبية جديدة بين الخلايا، في ظاهرة تُسمى بالمرونة العصبية (Neuroplasticity)، وتعني قدرة المخ على تكوين وتقوية الوصلات العصبية بين الخلايا، وأيضا إضعافها وتفكيكها إن لزم الأمر، استجابة لوجود أو غياب مؤثرات خارجية محددة (5). تزداد الوصلات العصبية قوة عندما تُكرِّر أغنية ما مرة بعد مرة، أو تتمرَّن على تسديد الكرة في زاوية المرمى حتى تُتقنها.

على العكس من ذلك، فإن التوقف عن التمرين أو ترديد الأغنية لفترات طويلة ينتج عنه ضعف وتفكيك هذه الوصلات العصبية، يشبه الأمر وكأن عملية التعلم تصنع طريقا ممهدا لك داخل تلك الغابة المتشابكة لتسير فيه، ويبقى هذا الطريق نظيفا وممهدا طالما تتدرَّب باستمرار، بينما يُردم الطريق إذا أهملت ممارسة رياضتك أو استذكار دروسك، وقِس على ذلك محاولاتك لتعلم لغة جديدة أو آلة موسيقية أو حتى قيادة السيارة. قد يُفسِّر هذا صعوبة العودة للاستذكار عندما تبدأ الدراسة من جديد بعد إجازة صيفية خالية من القراءة على سبيل المثال.

أن تبدأ متأخرا

إذا كنت شابا في بداية أو منتصف الثلاثينيات من عمرك، وتُفكِّر في البدء بتحضير الماجستير أو الدكتوراه في مجالك للحصول على فرص عمل أفضل، أو اكتساب لغة جديدة أو تعلُّم البرمجة لتُغيِّر مجال عملك كليا، فربما سيكون من الصعب حقا أن ترجع للتعلم بعد فترة من ترك الجامعة، لكن الأخبار الجيدة أن الأوان لم يفت بعد بالنسبة لك، دماغك بالتأكيد قادر على التعلم من جديد، بل إن هناك عددا من المزايا التي قد تمتلكها وتساعدك حقا في تعلم ما ترغب به في سن متأخرة نسبيا.

بداية، أنت الآن أكثر نضجا وعقلانية من مرحلة المراهقة، لذا فإن رؤيتك لأهدافك وما ترغب في تحقيقه ستغدو أكثر وضوحا ورسوخا في ذهنك. ثانيا، الخبرة التي اكتسبتها من الاحتكاك بالحياة وسوق العمل قد تجعل من الأسهل عليك فهم بعض المواد أو تعلم إحدى المهارات بسرعة، وقد تمتلك مزية إضافية أيضا إن استطعت ادخار بعض المال، لكي يُعينك على السعي وراء حلم قديم مثل تعلُّم العزف على البيانو، أو اختيار جامعة أو مجال دراسي جديد.

أَضف إلى ذلك أن تعلم اللغات بالنسبة لك قد يكون أكثر سهولة، لأنك لن تبدأ من الصفر، بل ستتعلم قواعد اللغة الجديدة بمقارنتها بقواعد لغتك الأم أو أي لغات أخرى تُتقنها بالفعل، ولأن دماغك يحتوي بالفعل على مسارات عصبية جاهزة عن كيفية عمل اللغة ومكوناتها الأساسية التي لا تختلف كثيرا بين لغات العالم، لهذا يعتقد نعوم تشومسكي، عالم اللغويات، أن الإنسان يولد بقدرة فطرية على تعلم اللغات، لأنه يعلم بالفعل تكوين اللغة وطريقة عملها، وإن كنت ستواجه بعض العقبات إن بدأت التعلُّم في سن متأخرة قليلا، مثل تعلُّم طريقة نطق الكلمات أو التحدث بطلاقة بدون التفكير في الجملة أولا، على عكس الأطفال.

من الشائع أيضا أن يعتقد الناس أن قدرتهم على التعلم تضعُف مع تقدُّمهم في السن، ولكن هذا ليس صحيحا بالضرورة، على الأقل فيما يخص المخ البشري وقدرته على اكتساب المعرفة في الأعمار المختلفة. صحيح أنك ستغدو أبطأ في التعلم كلما تقدمت في العمر، ولكن هذا لا يعني أنك ستتوقف نهائيا عن اكتساب أي مهارات أو لغات جديدة، بل إن دراسة حديثة نسبيا نُشرت عام 2018 في دورية “آيجنج” (ِAging) تُشير إلى أن المرونة العصبية للمخ لا تقلّ مع التقدُّم في السن كما كان يُعتقد، بل إنها تعمل بشكل مختلف فحسب (6).

يلعب مُركَّب “الجابا” (GABA) دورا مهما في المرونة العصبية وبالتالي في عملية التعلم، وهو أحد الناقلات العصبية الشهيرة في الجهاز العصبي، ووظيفته الأساسية هي التثبيط. في حالة التعلم، فإن نسبة الجابا تنخفض، وينخفض معها تأثيره المثبط على المخ، خاصة في منطقتَيْ القشرة الحسية-الحركية والقشرة الخلفية للمخ، مما يسمح بإنشاء وصلات عصبية جديدة للمساعدة على تذكُّر ما تعلمته. تخيَّل معي أن ضابطا للمرور يقيم في مخك دائما ويمنع المعلومات العشوائية من الدخول، وعندما تبدأ عملية التعلم النشط، يأخذ الضابط استراحة وتبدأ المعلومات في التدفق لمخك.

لا تختلف هذه العملية الفسيولوجية بين الكبار والصغار، ولكن يبدو أن بيئة التعلم نفسها هي ما تُحدِث الفرق في التعلم بين البالغين والأطفال. قُسِّم المشاركون في الدراسة سالفة الذكر إلى مجموعتين يحتوي كلٌّ منهما على أفراد من مختلف الأعمار، وطُلب منهم أن يتدربوا على عدد من المهام لأول مرة، أي إنهم لا يمتلكون خبرة سابقة مع هذه المهام تحديدا، ولكن على إحدى المجموعتين اتباع جدول تدريب منتظم، وعلى الأخرى اتباع جدول عشوائي. قيست نسبة الجابا في المخ قبل وبعد التدريب على هذه المهام، وبعد عدة أيام، اختُبرت قدرة المشاركين على إعادة تأدية المهام ذاتها ومراقبة التحسن في أدائهم.

وجد الباحثون بالدراسة أن المهام الأكثر تعقيدا وعشوائية، وبالتالي أكثر تحديا، ارتبطت بتدني أداء المشاركين من مختلف الأعمار في تنفيذ المهام لأول مرة في المجموعة التي اتبعت الجدول العشوائي، ولكن هذه المجموعة كانت أفضل في تذكُّر المهام عند إعادة الاختبار من المجموعة التي اتبعت تدريبا منظما في البداية. بقياس نسبة الناقل جابا لدى المشاركين من المجموعتين، لوحظ أن نسبة الجابا تقل بشكل ملحوظ لدى المجموعة الأولى التي تدربت على المهام بعشوائية. وعلى العكس من ذلك، زادت نسبة الجابا لدى المجموعة الثانية، أي إن تأثيره المثبط على المخ قد زاد، مما يُفسِّر انخفاض مستواهم في تذكُّر المهام عن المجموعة الأولى.

يُفسِّر هذا التناقض في أداء المجموعة الأولى، الذي كان سيئا في البداية ولكن أفضل عند إعادة التدريب، بظاهرة “تدخّل السياق” (Contextual interference)، التي تعني تأثير السياق الذي تتم فيه عملية التعلم، على أداء الفرد في التعلم والتذكر. بينما تؤدي العشوائية وزيادة التحدي في التعلم إلى تدني المستوى في البداية، إلا أنها تحمل نتائج أفضل في استرجاع المعلومات أو المهارات الحركية فيما بعد. قد لا تتذكر من محاضرات الكلية سوى تلك المحاضرة غير المألوفة التي قدم فيها المُحاضر المادة بطريقة ساخرة وغير تقليدية، وتنسى كل ما عداها.

لذا، فأيًّا كان المحتوى الذي ترغب بتعلّمه، فإن اتباع طريقة أكثر إثارة للتحدي وأكثر صعوبة وخرقا للأنماط المعتادة في التعلم قد يكون الحل الأمثل لزيادة المرونة العصبية والقدرة على التعلم، ليس في الأطفال فحسب، بل وفي البالغين من مختلف الأعمار.

عقبات على الطريق

في النهاية، قد لا يكون الأمر بسيطا على كل حال، ولكن لأسباب لا تتعلق بقدرتك الذاتية على اكتساب المعرفة، بقدر ما تتعلق بالبيئة التي تعيش وتعمل بها، التي قد لا تسمح لك برفاهية التعلم من الأساس. الدراسة وأنت بالغ، وربما متزوج وتعمل وتعول أسرة، لا يمكن أن تكون بسهولة التعلم وأنت طفل لا يحمل من هموم الدنيا شئ سوى اللعب واستكشاف العالم بعقل نظيف، أو طالب جامعى يافع لا يُطلب منه من مسئوليات الحياة سوى أن يتعلم. تحقيق التوازن وتنظيم وقتك بين العمل والدراسة ورعاية أسرتك أيضا سيكون تحديا لا بد من التخطيط له جيدا.

الأمر الآخر أن الشخص البالغ يكون مُحمَّلا بكل الانطباعات والأنماط التي اكتسبها في حياته، التي تُملي عليه ما يُمكن وما لا يمكن أن يفعله، على عكس الأطفال مثلا، فهم لا يملكون أحكاما سابقة عن أي شيء بعد، لذا فإن نظرتهم لأي تجربة جديدة تكون نظرة حيادية وفضولية وفاحصة (7). بالإضافة إلى أن الأطفال لديهم رفاهية طرح الأسئلة الساذجة دون أن يتهمهم أحد بالغباء، وهو أحد أسباب القلق والتردد لدى البالغين، الذي يُمثِّل عقبة حقيقية في طريق اكتساب المعرفة وتطوير الذات.

لكن في المقابل، من الممكن أن تستمد بعض الأمل من تلك النماذج التي قرَّرت أن العمر مجرد رقم، وحقَّقت أحلامها المؤجلة بالتعلم. السيدة “ساسيكالا روال” نجحت في الحصول على درجة الدكتوراه في علوم الفضاء وهي في الثمانين من عمرها، وذلك في مدينة يوجين بالهند (8)، وكذلك السيد “هبة الله حليمي” ذو الثمانين عاما الذي حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بلوشستان الباكستانية (9)، وهناك تلك المرأة الكينية التي كسرت كل القواعد عندما التحقت بالمدرسة الابتدائية برفقة أحفاد أولادها، لتمحو أميتها وهي في سن التسعين (10)!

أما عن مانفريد شتاينر الذي بدأنا بالحديث عنه، فإن درجة الدكتوراه التي حصل عليها في الفيزياء لم تكن الأولى بالنسبة إليه، فقد حصل على دكتوراه في الطب وأخرى في الكيمياء عامَيْ 1955 و1976. يبدو أن حالة التعلم المستمر تُبقي الذهن يقظا، وتحمي المخ من التدهور المعرفي الذي يحدث نتيجة التقدم في العمر، كأنما المخ عضلة، كلما مرَّنتها ازدادت قوة، وكلما أهملتها آلت إلى الضمور. في هذه الحالة، لا تكفي الألعاب الذهنية البسيطة التي يعتقد الكثيرون أنها تقوي الذاكرة أو تزيد من نسبة الذكاء، مثل الكلمات المتقاطعة والسودوكو، بل يحتاج المخ إلى نشاط ذهني أكثر إثارة للتحدي، مثل تعلم لغة جديدة، أو مهارة جديدة كالحياكة أو النجارة (11).

وختاما، ربما تحصل على فوائد أخرى غير مقصودة في رحلة التعلم المستمر. تُشير الدراسات إلى أن الحصول على مستوى تعليمي عالٍ يستطيع حماية المخ من تدهور القدرات الذهنية، لأسباب ما زالت قيد البحث. ولكن في الدراسة الصادرة عن المعهد الوطني للشيخوخة بالولايات المتحدة عام 2020، وُجد أن الحاصلين على مستوى تعليمي أعلى استطاعوا الحفاظ على مستوى جيد من الذاكرة على الرغم من وجود ضرر عضوي في المادة البيضاء بالمخ، مقارنة بأصحاب المستوى التعليمي الأقل، خاصة في المراحل المبكرة (12). يعني هذا أنه كلما بدأت بالالتزام بالتعلم المستمر مبكرا، ستحصل على فرصة أفضل في الحفاظ على قدراتك الذهنية عندما تتقدم في العمر، ولكن هذا لا يمنع أن تبدأ الآن أيًّا كان عمرك.

هذه النماذج، ضمن العديد من النماذج الأخرى، تُثبت أن أوان التعلم لم يفت أبدا. ولكن الأمر بات يتطلب فقط بذل مجهود إضافي لمواجهة العقبات الخارجية، والملل الداخلي، والالتزام بالخطة التي وضعتها لتحقيق هدفك.

__________________________________________________

المصادر:

  1. Brown Physics Student Manfred Steiner Earns Ph.D. at Age 89 | Physics
  2. Age distribution of doctorate recipients US 2019
  3. Fields Medal
  4. Will We Continue to Get Smarter? The Flynn Effect Says Yes
  5. Understanding Your Brain to Help You Learn Better
  6. Aging and brain plasticity
  7.  When children are better (or at least more open-minded) learners than adults: Developmental differences in learning the forms of causal relationships
  8. Age no bar: 80-yr-old Ujjain woman completes PhD
  9. Age just a number: 80-year-old man earns PhD from Balochistan University
  10. Kenyan grandmother at school with her great-great-grandchildren
  11. Back to school: Learning a new skill can slow cognitive aging 
  12. Higher levels of education may help preserve memory in the face of accumulating age-related brain pathology 

المصدر : الجزيرة


© 2014 Powered By imad-mojahid

FrenchMorocco
الصعود لأعلى