ماذا تقول منظمة الصحة العالمية عن أعراض أوميكرون؟
د. أسامة 7/12/2021
ما أعراض سلالة كورونا المتحورة أوميكرون؟ وبم تختلف عن أعراض فيروس كورونا التقليدية؟ وماذا تقول منظمة الصحة العالمية عن أعراض أوميكرون؟ وهل نشأ في أفريقيا؟ وهل دخلنا فعليا في مرحلة أوميكرون؟ وكيف يمكن استخدام تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) للتعامل مع هذا المتحور الجديد؟ الإجابات في هذا التقرير الشامل.
اقرأ أيضا
أعراض فيروس كورونا.. 33 علامة على الإصابة بالمرض
ما الذي تقوم به الشركات المصنعة للقاحات لمواجهة متحور أوميكرون؟
هل تحمي جرعة لقاح كورونا الثالثة من أوميكرون؟
3 فرضيات تفسر كيف ظهرت سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا
أعراض أوميكرون
وفقا للمعطيات المتوفرة يبدو أن أعراض أوميكرون تشبه أعراض سلالات فيروس كورونا الأخرى، وذلك وفقا لموقع هيلث لاين، مثل:
- الحمى
- السعال
- ضيق التنفس
- آلام العضلات
كيف تختلف أعراض أوميكرون عن أعراض كورونا الأصلي؟
هناك اختلاف بين أوميكرون وسلالات كورونا الأخرى بما فيها سلالة كورونا الأصلية (التي ظهرت في ووهان بالصين) وهي:
أولا. عدم حدوث فقدان لحاستي الشم والتذوق
وفقا للدكتورة كويتزي، العضوة في اللجنة الاستشارية الوزارية لللقاحات في جنوب أفريقيا، فقد نبهت مسؤولي الصحة إلى “الصورة السريرية التي لا تتناسب مع سلالة دلتا” في 18 نوفمبر/تشرين الثاني عندما ظهرت على 7 مرضى أعراض مختلفة، وفقا لتقرير في الإندبندنت.
وقالت الدكتورة كويتزي إنه على عكس دلتا، لم يبلغ المرضى حتى الآن عن فقدان حاسة الشم أو التذوق، ولم يكن هناك انخفاض كبير في مستويات الأكسجين المرتبطة بالمتغير الجديد. وأضافت أن جميع المرضى مؤهلون لتلقي العلاج في المنزل.
ثانيا. الأعراض خفيفة
قالت كويتزي “لقد رأينا كثيرا من مرضى دلتا خلال الموجة الثالثة، وهذا (مرض أوميكرون) لا يتناسب مع الصورة السريرية، ومعظم المصابين به لديهم أعراض خفيفة جدا جدا”.
ماذا تقول منظمة الصحة العالمية عن أعراض أوميكرون؟
وفقا لمنشور على موقعها، تقول منظمة الصحة إنه ليس من الواضح بعد ما إذا كانت العدوى بمتحور أوميكرون تسبب مرضا أشد وخامة مقارنة بالعدوى بغيره من المتحورات، بما فيها متحور دلتا. وتشير البيانات الأولية إلى ارتفاع معدلات الاستشفاء في جنوب أفريقيا، ولكن قد يرجع ذلك إلى الزيادة في العدد الإجمالي لحالات العدوى وليس إلى العدوى بمتحور أوميكرون تحديدا.
وتضيف منظمة الصحة “لا تتوفر في الوقت الحالي معلومات تشير إلى أن الأعراض المرتبطة بمتحور أوميكرون تختلف عن تلك المرتبطة بالمتحورات الأخرى”.
وتقول “قد تركزت حالات العدوى الأولية المبلغ عنها بين الطلبة الجامعيين -تكون الأعراض أخف عادة بين الأفراد الأصغر سنا- ولكن سيستغرق الأمر من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع لفهم مدى شدة الأعراض التي يسببها متحور أوميكرون”.
وتضيف أن جميع متحورات الفيروس المسبب لمرض “كوفيد-19″، بما فيها متحور دلتا المهيمن على الصعيد العالمي، يمكن أن تسبب مرضا وخيما بل حتى الوفاة، لا سيما بين الأشخاص الأضعف، وهذا يجعل الوقاية الحل الأسلم على الدوام.
هل نشأ أوميكرون في أفريقيا؟
أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء الماضي عن اكتشاف حالة إصابة بأوميكرون لتصبح بذلك الدولة الـ24 التي تبلغ عن حالة إصابة بالسلالة الشديدة التحور التي اكتشفت أول مرة في جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي. وتطرح الآن أسئلة عما إذا كان منشأ أوميكرون حقا هو أفريقيا، وفقا لموقع ناشونال إنترست (the national interest).
وأفادت قناة “سي إن بي سي” (CNBC) بأن خبراء ادّعوا، في مؤتمر صحفي عقده مكتب منظمة الصحة العالمية في أفريقيا الخميس الماضي، أن منشأ متحور كورونا الجديد أوميكرون غير معروف، وانتقدوا لاحقا إجراءات تقييد السفر المفروضة الآن على العديد من الدول في جنوبي أفريقيا.
ونقلت عن الدكتور عبد السلام جوي، مدير الطوارئ الإقليمي في مكتب منظمة الصحة العالمية بأفريقيا، القول في المؤتمر الصحفي “إن نظامنا العالمي للمراقبة ليس مثاليا بعد، وعندما نكتشف متغيرا أو فيروسا جديدا… فإننا عادة ما نكتشفه بعد أسابيع من بدء تطوره. الشيء الوحيد الذي يتأكد لنا، عندما تكتشف دولة ما فيروسا جديدا، هو أن نظام المراقبة في ذلك البلد جيد. وهذا ما حدث في جنوب أفريقيا، ولذلك فإن هذا لا يشجع على تشديد حظر السفر، لأن ذلك سيكون بمنزلة عقوبة تتخذ بحق نظام رقابة جيد”.
وأضاف “يمكننا فقط (من خلال) التحقيقات الجارية الآن معرفة المزيد عن منشأ هذا الفيروس”، “ولم يكن مفاجئا اكتشاف حالات إصابة بمتحور أوميكرون الآن في أوروبا ومناطق أخرى” في العالم.
كما أعربت الدكتورة نيكسي جوميد-مويليتسي، كبيرة علماء الفيروسات في مكتب منظمة الصحة العالمية في أفريقيا، عن رأي مشابه وفق قناة “سي إن بي سي”.
وقالت إنه “يبدو أن أغلب البلدان التي (ظهرت فيها إصابات بأوميكرون) الآن.. جاءتها من الخارج ولم تصل إليها من هنا في أفريقيا، لذلك فإننا لا ندري من أين بدأت (السلالة الجديدة)، ونحتاج إلى أدلة علمية جيدة لإجراء مزيد من الدراسات للتطور الجزيئي لمتحور أوميكرون”.
هل دخلنا فعليا في مرحلة أوميكرون؟
قد تكون الموازنة بين الحذر والتفاؤل صعبة جدا، عند التعامل مع فيروس لا نمتلك عنه كثيرا من المعلومات.
ويقول الكاتبان ديفيد شبيغلهالتر وأنتوني ماسترز، في تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن السباق لفهم السلالة المتحورة الجديدة التي رُصدت أول مرة في جنوب أفريقيا، وتسميتها أوميكرون، أثار مخاوف من زيادة انتشار الفيروس وتفاقم الوضع الصحي في العالم، في حال تبيّن أن هذا المتحور أكثر شراسة، أو أن اللقاحات والأدوية ليست فعالة ضده.
ويوضح الكاتبان أن تزايد العدوى يمكن أن ينتج عن عاملين اثنين: الأول عامل داخلي، هو عدد التكاثر الأساسي (R0) (يعدّ في علم الأوبئة عدد الحالات التي تسببها حالة واحدة خلال مدة ما)، وهو بات معروفا بشكل عام لدى العلماء وخبراء الصحة بعد 20 شهرا من تعامل الدول مع الوباء. وكان هذا الرقم في حدود 3 في مرحلة انتشار السلالة الأصلية من فيروس كورونا، ثم قفز إلى 6 مع سلالة دلتا، ويمكن أن يكون أعلى الآن مع أوميكرون.
ثانيا: يمكن أن تظهر السلالة المتحورة الجديدة قدرة أكبر على مراوغة المناعة التي يتمتع بها الجسم، واكتسبها من اللقاح أو بسبب الإصابة والشفاء في وقت سابق. وفي جنوب أفريقيا على سبيل المثال، ربع السكان فقط تلقوا لقاح “كوفيد-19″، ولكن البلد عانى من 3 موجات عدوى وبلغ عدد الوفيات فيه 270 ألفا، منذ مايو/أيار 2020. ورغم ما يمثله هذا الانتشار السابق من جدار حصين ضد الفيروس، فإن عدد الحالات المؤكدة في جنوب أفريقيا شهد ارتفاعا واضحا.
ويرجّح الكاتبان أن هذا التزايد في العدوى داخل هذا البلد يمكن أن يعزى إلى العاملين المذكورين سابقا، ولكن بدرجات متفاوتة، إلا أن ما يثير قلق السلطات الصحية والأطباء بشكل خاص هو العامل المتعلق بمراوغة المناعة المكتسبة في الجسم.
ويقول الكاتبان إن التصريحات الأولية تشير إلى تسبب أوميكرون في حالات مرضية خفيفة، إلا أن طول المدة بين تاريخ الإصابة وتاريخ الذهاب إلى المستشفى يصعب رصد حالات العدوى في الوقت المناسب، وهو ما يزيد من انتشار المرض.
وينبّه الكاتبان إلى أن تزايد حالات العدوى وارتفاع عدد من يدخلون المستشفيات سيشكل تحدّيا حقيقيا، وبناء على التحليل السريع للنتائج والإحصاءات المتوفرة حاليا فإن احتمالات تجدد الإصابة بفيروس كورونا في ظل هذه السلالة الجديدة باتت مرتفعة مقارنة بفترات سابقة.
وفي ظل هذه الاحتمالات، يكون من الحكمة أن نتوخى الحذر في أثناء انتظارنا لإجابة على العديد من الأسئلة الأساسية والملحّة.
ويرى الكاتبان أنه في انتظار كل هذه المعلومات، فإن الانتشار السريع للسلالة المتحورة أوميكرون في جنوب أفريقيا يشير إلى أننا دخلنا فعليا في مرحلة أوميكرون.
كيف يمكن استخدام تقنية الحمض النووي الريبي المرسال للتعامل مع أوميكرون؟
في تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، تقول الكاتبة أليسيا فينلي إن منتجي اللقاحات، وبينها “بيونتك-فايزر” و”مودرنا” اللذان يعتمدان على تقنية “الحمض النووي الريبي المرسال” (mRNA)، يؤكدون أنها قادرة على التكيف مع المتحورات وتوفير الحماية ضد الأشكال الخطيرة من العدوى.
وحسب الكاتبة، فإن تقنية الحمض النووي الريبي المرسال “كانت قد أظهرت قبل استخدامها في تطوير لقاحات كوفيد-19 نتائج واعدة في علاج أمراض معدية أخرى وحالات من السرطان وأمراض التصلب المتعدد”، وهي تقنية يعزى ظهورها إلى عالمة أميركية من أصل مجري.
ويعدّ متحور أوميكرون -وفقا للكاتبة- مثالا على فعالية تقنية الرنا وقدرتها على التكيف، فأوميكرون يحتوي على نحو 30 طفرة في بروتين السنبلة “سبايك” (Spike)، لذلك من الصعب على الأجسام المضادة التي يفرزها اللقاح التعرف على الفيروس والقضاء عليه، لكن الباحثين يؤكدون أنه يمكن تعديل لقاحات الرنا المرسال لتتكيف مع السلالة المتحورة، وتوفر الحماية اللازمة.
في هذا السياق، تقول شركتا بيونتك وفايزر إنه يمكن لهما البدء بتوزيع لقاحات تحمي من “أوميكرون” في غضون 100 يوم إذا انخفض مستوى المناعة التي توفرها اللقاحات الحالية.
وبدأت مودرنا من جانبها باختبار جرعات معززة مصممة للحماية من الطفرات الجديدة للفيروس، وأكدت أنها ستعمل على تطوير جرعة معززة خاصة بأوميكرون، قد تكون متاحة مطلع العام المقبل.
وتوضح الكاتبة أن تغيير اللقاحات التي تعتمد تقنيات تقليدية، بمثل هذه السرعة، أمر غير ممكن، لأن إنتاجها وتوزيعها يستغرقان عادة بين 6 أشهر إلى 36 شهرا، وقد يستغرق تطوير اللقاح بضع سنوات. لكن باستخدام تقنية الرنا، يحتاج المصنّعون إلى نحو 6 أسابيع فقط لتعديل الجرعة بما يتناسب مع المتحور الجديد ثم نقلها من المختبر إلى الإنتاج.
ترسل لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال الشفرة الجينية التي ترشد الخلايا البشرية إلى كيفية تكوين بروتين فيروس كورونا، الذي يربط مستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (2 Angiotensin-converting enzyme 2) بالخلايا البشرية.
وعند حقن لقاحات الرنا في العضلات، تصبح الخلايا البشرية عبارة عن مصانع لقاح صغيرة تنتج جزيئات “الفيروس الكاذب”، وبدورها تحفز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة تساعد على محاربة الفيروس الحقيقي، وعندما يتحوّر الفيروس وتظهر سلالات جديدة يمكن للعلماء بسهولة تغيير الشفرة الجينية في لقاح الرنا المرسال.
المصدر : الجزيرة