غلاء الأسعار كيف عالجه الإسلام؟ Reviewed by Momizat on . غلاء الأسعار كيف عالجه الإسلام؟ على المسلمين جميعاً أن يعلموا أن الرزاق هو الله تعالى وحده، وأنه غني لا ينفد ما عنده، وأنه كريم لا يبخل على عباده، وأنه سبحانه و غلاء الأسعار كيف عالجه الإسلام؟ على المسلمين جميعاً أن يعلموا أن الرزاق هو الله تعالى وحده، وأنه غني لا ينفد ما عنده، وأنه كريم لا يبخل على عباده، وأنه سبحانه و Rating: 0

غلاء الأسعار كيف عالجه الإسلام؟

غلاء الأسعار كيف عالجه الإسلام؟

على المسلمين جميعاً أن يعلموا أن الرزاق هو الله تعالى وحده، وأنه غني لا ينفد ما عنده، وأنه كريم لا يبخل على عباده، وأنه سبحانه وتعالى يبتلي عباده أحياناً بشيء من قلة المال أو الرزق، ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، قال سبحانه: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} (البقرة:214)، وقال سبحانه: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} (آل عمران:142)، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات» (رواه مسلم). وغلاء الأسعار أمر يعترض البلاد كلها في بعض الأوقات، وقد عرض للمسلمين في السابق مرات كثيرة، وكانوا يستعينون عليه بالدعاء والصلاة، ومن ذلك صلاة الاستسقاء عندما يحتبس المطر، وهو سبب مهم من أسباب الغلاء.

أسباب كثيرة

غلاء الأسعار في البلاد له أسباب كثيرة، أهمها:
1- قلة الإنتاج، أو قلة المطروح للبيع من السلع التي يحتاج إليها الناس في حياتهم، مما ينتج عنه عدم القدرة على تلبية الطلب، فتزداد الأسعار، فإذا زادت قل الطلب عليها مرة ثانية، فإذا قل الطلب عليها نزلت، فإذا نزلت زاد الطلب عليها فغلت… وهكذا.
وقلة الإنتاج لها أسباب كثيرة، منها:
القحط وقلة الأمطار.
الكسل وعدم الرغبة في العمل.
بعض التشريعات الجائرة التي تثني النشطاء عن العمل.
الجهل بطرق الإنتاج.
شيوع الربا والفوائد المحرمة.
ومنها احتكار السلع من الجشعين من التجار، بغية حجبها عن المستهلكين مدة لترتفع أسعارها.
ومنها وعلى رأسها جميعاً معصية الخلق للخالق رب العالمين.
2-
كثرة الطلب على وجه لا يكون الجاهز من الحاجات كافياً لتغطيته، وكثرة الطلب لها أسباب كثيرة، منها: كثرة النسل و كثرة الغنى و سوء التصرف والتبذير.

طرق معالجة غلاء الأسعار

تكون معالجة غلاء الأسعار بشكل منطقي بمعالجة أسباب ارتفاعها، فإذا عولجت الأسباب عادت الأسعار إلى مستوى معتدل، وبيان ذلك فيما يلي:
1-
معالجة قلة الأمطار، تكون بالاستعانة بالأنهار والعيون ومصادر المياه الطبيعية، والاستفادة منها بأحسن الطرق وأيسرها، ومنع التبذير فيها، واختيار أنواع المزروعات التي يكفيها القليل من الماء، والتقليل من المزروعات التي تحتاج إلى ماء كثير، ثم استعمال أفضل الطرق في ري المزروعات، ورسم طريق ذلك يحتاج إلى دراسات المتخصصين.
ولا ننسى في هذه المجال صلاة الاستسقاء التي يسن أن يجتمع فيها عباد الله تعالى في جانب من أرض الله تعالى، متقشفين لابسين الثياب البسيطة، ضارعين إلى الله تعالى بقلوب منكسرة أن يسقيهم المطر، ثم يصلون لله صلاة جماعية، ويدعون الله تعالى بعدها أن يكرمهم ويرزقهم ويسقيهم الغيث.
2-
معالجة الكسل وقلة الرغبة في العمل والإنتاج، زراعياً كان أو صناعياً أو غير ذلك، وذلك بوضع الحوافز للعمل، مالية كانت أو اجتماعية أو غير ذلك، وتيسير سبل العمل لكل من يستطيعه.
3-
إعادة النظر في التشريعات التي قد تكون جائرة وتنفر العمال وأصحاب رؤوس الأموال من إقامة المشاريع الزراعية والصناعية وغيرها، ودراستها دراسة علمية واعية بواسطة متخصصين من العلماء، بعيدين عن الأهواء والاتجاهات الفكرية المحدودة والعقيمة، ثم العمل على تعديل هذه التشريعات بما يزيد الحافز إلى العمل والإنتاج، فكم من مزرعة أغلقت، وكم من مصنع أغلق، وذلك بعد تأميمها في كثير من البلدان في العالم.
4-
تخفيف الضرائب على وسائل الإنتاج قدر الإمكان، ليميل الناس إليها، ويزدادوا منها، فيكثر الإنتاج وتنزل الأسعار، ثم العمل على تحسين دخل الفرد الفقير والمتوسط، ورفع الرواتب والأجور بما يرفع العنت عن المحتاجين، ويخفف ضائقة الغلاء عنهم، لأن الأغنياء لا يضرهم الغلاء كثيراً، وربما يزيد في أرباحهم، أما الفقراء ومتوسطو الدخل، فهم الذين يعانون من الغلاء.
5-
تسهيل طرق تبادل السلع بين الشعوب والأمم بأقل التكاليف، فكثيراً ما يفضل منتج ما عند أمة لأسباب كثيرة، وهي في الوقت نفسه محتاجة لإنتاج فاضل عند أمة أخرى، فإذا سهلت الحكومات طريق تبادل الإنتاج مع تخفيف الضرائب والرسوم، تيسر الأمر، ونزلت الأسعار عند الجميع.
6-
التدريب المهني على جميع وسائل الإنتاج التي تحتاج إليها الأمة، وذلك بفتح المعاهد المهنية الميسرة له، سواء في الزراعة أو الصناعة أو التجارة، لأن إحجام كثير من العمال والأثرياء عن الإنتاج سببه جهلهم به.
7-
محاربة الربا والفوائد على القروض، وتشجيع المضاربة والمشاركات المالية بأنواعها المختلفة، لأن الفوائد الربوية تعني أن يكسل الأغنياء، ويتعب الفقراء، أما المشاركات والمضاربات بأنواعها فتعني أن يشترك الجميع في بذل الجهد في التنمية، ومن هنا نفهم معنى قوله تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الله الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (البقرة:275) وقوله تعالى: {يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم} (البقرة:276)، وقوله سبحانه: {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون} (البقرة:279).
وحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) «درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية» (رواه الدار قطني).
8-
ترشيد الاستهلاك، وتعليم الناس ودعوتهم بكل الطرق المتاحة إلى التدبر والتريث في الاستهلاك، وعدم التبذير، وعدم الإنفاق فيما لا يحتاجون إليه حاجة حقيقية، قال تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} (الأعراف:31)، وقال سبحانه: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً} (الإسراء:27)، وقال (صلى الله عليه وسلم) «طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة»(رواه مسلم).
9-
دعوة الناس وتشجيعهم على التخفف من المتطلبات قدر الإمكان، ومن الكماليات خاصة، والاكتفاء بالقليل عن الكثير، والالتفات عن كثرة المتطلبات إلى حسن الاستفادة من هذه المتطلبات، فكثير من الحفلات يكون مصير الكثير مما يقدم فيها إلى علبة الزبالة، ولو اكتفى القائمون عليها بالقدر الذي يحتاجون إليه من ذلك لاستغنوا عن الكثير الذي يغني من يحتاج إليه.
10-
دعوة الأغنياء إلى الاستثمار في بطون الفقراء، بدفع الزكاة وكثرة الصدقة، فإن في ذلك تقليل قدرة الأغنياء على الشراء وكثرة الطلب للسلع، وزيادة أجرهم عند الله تعالى، وفي الوقت نفسه يسهل على الفقراء الحصول على ضرورياتهم بما حصلوا عليه من الأغنياء من المال، فيقل ألمهم، وقد وعد الله تعالى المتصدقين من الأغنياء بكثرة الأجر، فقال سبحانه: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} (البقرة:261)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له» قال فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل. (رواه مسلم)، وقال (صلى الله عليه وسلم): «إن في المال حقا سوى الزكاة» (رواه الترمذي).
11-
منع الاحتكار، ومنع الغش والنجش والتغرير، والتسعير على المحتكرين من قبل ولي الأمر، وعلى وجه يؤمن السلعة للفقير ولا يضر بالغني أو المنتج للسلعة قدر الإمكان، لحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): «الجالب مرزوق والمحتكر ملعون» (البيهقي)، ومن هذا الباب تحديد أرباح التجار، بما يؤمن لهم مورداً مناسباً دون أن يلحق بالعامة الضرر، ولكن ذلك محصور في الضروريات فقط من حاجات الناس، ولا يجوز التوسع فيه إلى الكماليات، فعن أنس بن مالك وقتادة وحميد عن أنس قال: قال الناس يا رسول الله غلا السعر فسعر لنا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) «إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق وإني لأرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة في دم ولا مال» (رواه أبوداود).
12-
توجيه الإعلام نحو التقليل من الدعاية للسلع عامة، والترفيهية أو الكمالية خاصة، لأن لذلك أثراً كبيراً في كثرة الإنفاق عند الناس.

 

      الوعي الكويت

بقلم الكاتب:  د.أحمد الحجي الكردي

© 2014 Powered By imad-mojahid

FrenchMorocco
الصعود لأعلى