النظام الغذائي النبوي
النظام الغذائي النبوي
دة. منى ابن الخياط زكاري
طبيبة باحثة في الطب النبوي والطب البديل
http://aepecsale.over-blog.net
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المعدة حوض البدن والعروق إليها واردة فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة وإذا فسدت المعدة صدرت العروق بالسقم”. كتاب شعب الايمان (5796).
آداب نبوية:
غسل اليدين قبل الطعام وبعده وقاية من الأمراض، بل إن الوضوء قبله وبعده بركة فيه. وكذلك يكره الشرب من فم السقاء، فلا تنقل العدوى إلى الآخر، ويكره النفخ في الطعام، فلا تعيد إلى جسدك ما لفظه من سموم.
التسمية في أول الطعام والحمد في آخره، وقد اكتشف العلماء أن ذكر الله في الطعام يغير من الحالة الفيزيائية للمواد الغذائية التي يتكون منها، إذ تصبح أكثر صفاءا ونقاءا.
استحباب الأكل والشرب في حالة الجلوس وسكون النفس، والأكل باليمين ومما يلي، وحسن المضغ، والنهي عن ملء المعدة في الأكل والشرب، فنجعل الثلث للطعام والثلث للماء والثلث للهواء، ويستحب التحدث أثناء تناول الطعام، وحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فيرفع يده عن الطعام وهو يشتهيه.. كل ذلك مما ييسر عملية الهضم ويجعلها أكثر سلامة.
الغذاء الدواء:
الطب النبوي طب وقائي بالأساس إلى جانب كونه طبا علاجيا، ولقد عاد العلماء إلى الاهتمام بالطب الوقائي والعلاج بالغذاء خلال العقدين الأخيرين بعد الاعتماد شبه الكلي على وسائل العلاج الكيمائي طوال العقود الماضية.
أندريا ويل، عالم أغذية أميركي، يخبرنا أنه أخذ موضوع كتابه “8 أسابيع للوصول إلى الصحة المثلى” من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واعتمد على حديث عروة بن الزبير رضي الله عنه عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: ” كان يمر برسول الله صلى الله عليه وسلم هلال وهلال وهلال ما يوقد في بيت من بيوته نار. قلت: يا خالة على أي شيء كنتم تعيشون ؟ قالت: على الأسودين التمر والماء”. رواه الإمام أحمد في مسنده. يعني بين ثلاثة أهلة 8 أسابيع.
إذا فاتباع نظام غذائي سوي وسليم نابع من وحي النبوة يساعدنا بلا أدنى شك في الوقاية من الأمراض، بل وعلاجها إن وجدت.
ولقد اخترنا لكم بعض الأحاديث الشريفة التي أشارت إلى النظام الغذائي النبوي مرفوقة بالأبحاث العلمية الحديثة.
– 1شراب العسل
عن سيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الشفاء في ثلاثة: شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار وأنهى أمتي عن الكي.” رواه البخاري.
وعن سيدنا عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن.” رواه ابن ماجة والحاكم في صحيحه.
وقد جاء في كتاب “الطب من الكتاب والسنة” لموفق الدين البغدادي: “وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يشرب كل يوم قد عسل ممزوج بالماء على الريق، وهذه حكمة عجيبة في حفظ الصحة”.
ويقول الأطباء المختصون في العلاج بمنتجات النحل أن الكمية الطبية تتراوح بين ملعقة إلى أربع ملاعق ماء لكل ملعقة عسل نحل.
يقول الدكتور عبد الباسط محمد السيد: وثبت علمياً أن الماء يكتسب خواص المادة المذابة فيه، يعني أن جزيئات الماء تترتب حسب جزيئات العسل، فكأنك تشرب كوباً من العسل. في أوروبا نجد مختصين في العلاج بالماء، فالماء يكسب كميات من الطاقة من المادة المعالج بها. وبما أن شراب العسل أول ما يتناول فإنه ينبه كل الجهاز الهضمي تنبيها كاملا، وبما أن العسل مادة غذائية كاملة متكاملة من حيث احتوائه على السكريات الأحادية التي تُمتص مباشرة ولا يُجرى عليها هضم، يعطي الطاقة الكاملة لوظائف الجسم، وثبت أن هذا يولد مركبات تسمى إدونزين ثلاثي الفوسفيت، وهو وقود العضلات، بالإضافة إلى ما يحتويه العسل من هرمونات وفيتامينات وأملاح معدنية ومركبات أخرى لم تكتشف إلى الآن.
التركيب الكيميائي للعسل:
من بين المواد التي يحتوي عليها العسل نذكر:
– 1الغلوكوز (سكر العنب): وهو يوجد بنسبة 75%، وهو السكر الأساسي الرئيسي الذي تسمح جدران الأمعاء بمروره إلى الدم.
– 2بعض الأحماض العضوية بنسبة 0,08 % ثمانية إلى عشرة آلاف.
– 3كمية قليلة من البروتينيات.
– 4عدد لا بأس به من الخمائر الضرورية:
أ. خميرة (الأميلاز)
ب. خميرة (الأنفزتاز)
ج. خميرتا (الكاتالاز) و(البيروكسيداز)
د. خميرة (الليباز).
– 5أملاح معدنية بنسبة 0.018 % وعلى الرغم من ضآلة نسبتها، فإن لها أهمية كبرى إذ تجعل من العسل غذاءا ذا تفاعل قلوي.. مقاوماً للحموضة.. له أهمية كبرى في معالجة أمراض الجهاز الهضمي (الحموضة والقرحة). و من أهم العناصر المعدنية الموجودة في العسل: البوتاسيوم والكبريت والكالسيوم والصوديوم والفوسفور والمنغزيوم والحديد والمنغنيز… وكلها عناصر معدنية ضرورية لعملية بناء أنسجة الجسم وتركيبها.
– 6كميات قليلة من الفيتامينات: لها وظائف حيوية (فيزيولوجية) مهمة، نفصلها على الشكل التالي:
أ- فيتامين ب1: وهو موجود بنسبة 0,15% ملغ / لكل كيلو غرام من العسل وله دور أساسي في عمليات التمثيل الغذائي داخل الجسم، لا سيما بالنسبة للألياف العصبية.
ب- فيتامين ب 2: ويوجد بنسبة 1.5 ملغ / كغ وهو يدخل في تركيب الخمائر المختلفة التي تفرزها الغدد في الجسم.
ج- فيتامين ب 3: بنسبة 2 ملغ / كغ… وهو فيتامين مضاد لالتهابات الجلد.
و- فيتامين ح: بنسبة 50 ملغ / كغ.. وهو مهم لمناعة الجسم ومقاومته للأمراض.
– 7حبيبات غروية وزيوت طيارة تعطيه رائحة وطعماً خاصاً.
– 8مواد ملونة تعطيه لونه الجميل.
من فوائد العسل:
روى الشيخان البخاري ومسلم أن رَجُلا جاءٌ إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
إِنَّ أَخِي استطْلَقَ بَطْنُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (اسْقِهِ عَسَلاً)، فَسَقَاهُ، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي سَقَيْتُهُ عَسَلاً فَلَمْ يَزِدْهُ إِلا استطْلاقًا، فَقَالَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ جَاءَ الرَّابِعَةَ فَقَال: (اسْقِهِ عَسَلاً) فَقَالَ: لَقَدْ سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلا استطْلاقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ)، فَسَقَاهُ فَبَرَأَ. ولعلنا نضيف السبب في تكرار سقيه العسل -كما يقول ابن القيم- إن السبب في التكرار له مدلول طبي بديع،وهو أن الدواء يجب ان يكون له مقدار وكمية بحسب حال الداء إن قصر عنه لم يزله بالكلية وإن جاوزه أوهن القوى فأحدث ضررا فلما أمره الرسول أن يسقيه العسل مقدارا لا يفي بمقاومة الداء ولا يبلغ الغرض فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء برئ بإذن الله..
نشرت مجلة ب.م.ج. الإنجليزية الشهيرة عام 1985م دراسة عن 169 طفلاً مصابًا بالتهاب المعدة والأمعاء. وأعطي 80 طفلاً المحلول العادي مضافًا إليه 50 مل من العسل بدلاً من سكر العنب (الجلوكوز). ووجد الباحثون أن الإسهال الناجم عن التهاب المعدة والأمعاء استمر 93 ساعة عند الذين لم يعطوا العسل، في حين شفي الذين أعطوا العسل في وقت أقصر (58 ساعة).
وقام باحثون بإجراء دراسة حول تأثير العسل الطبيعي على الجرثوم الذي ثبت أنه يمكن أن يسبب قرحة المعدة أو التهاب المعدة فتبين أن إعطاء محلول من العسل بتركيز 20% استطاع تثبيط ذلك الجرثوم في أطباق المختبر. وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة “جاسترون تروب” عام 1991م.
كما كشفت الدراسات العلمية عن فوائد العسل في حالات الاضطرابات الهضمية، فهو يزيد من نشاط الأمعاء ولا يسبب التخمر للمرضى، ولا يسبب تهيج جدران القنوات الهضمية، ويعمل على تنشيط عملية التمثيل الغذائي في الأنسجة ويجعل عملية الإخراج سهلة، ويمنع الإصابة بقرحة المعدة والإثني عشر، فهو مضاد للحموضة والإسهال والإمساك والتقيؤ.
وجاء في تذكرة داود الأنطاكي أن شراب العسل يقطع البلغم وأنواع الرطوبات ويزيل الاسترخاء واللزوجات والسدد وضعف الشهية.
وأظهرت الدراسات أن العسل يساعد على علاج الحساسية والجروح والحروق وقتل القمل وبيضه، والأرق والأمراض النفسية وأمراض الجهاز العصبي، ويساعد على الوقاية من التبول اللا إرادي، كما يفيد في علاج جميع أمراض العيون، والأمراض الصدرية وأورام اللسان وأمراض الأذن وبحة الصوت والأنفلونزا والبخر (إنتان رائحة الفم)، والروماتيزم وحصى الكلى وأمراض الكبد، والعقم وتضخم غدة البروستات عند الرجال، والثعلبة والثآليل والدوالي، ويساعد على تقوية عضلة القلب، كما أن للعسل دورا فعَّالا في تنظيم ضغط الدم وزيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم، إلى جانب أهميته في المحافظة على جمال المرأة ونقاء الوجه وتقوية الأسنان والوقاية من قشرة الرأس.
وأكد الباحثون على ضرورة إعطاء الأطفال كميات مناسبة من عسل النحل حرصا على سلامة الكبد والوقاية من الأمراض التي قد تصيبهم خاصة بين العام الثاني والسادس من العمر، وهي فترة التكوين الجسماني والذهني للصغار.
من جهة أخرى، أظهرت دراسة مصرية أجريت في المركز القومي للبحوث بالقاهرة، أن عسل النحل يخلص الأطفال من سموم الألوان الصناعية الموجودة في الحلوى والعصائر المحفوظة..
وأكد البروفيسور مولن في مقال نشر في مجلة “دنت جين” في شهر ديسمبر 2001م، أنه يمكن للعسل أن يلعب دورًا في علاج أمراض اللثة، وتقرحات الفم، ومشكلات أخرى في الفم، وذلك بسبب خصائص العسل المضادة للجراثيم.
وفي دراسة حديثة نشرت في مجلة “سيبور كير كنسير” في شهر أبريل 2003م، وأجريت على أربعين مريضًا مصابًا بسرطان في الرأس والرقبة، ويحتاجون إلى معالجة شعاعية: قُسّم المرضى إلى مجموعتين، أعطيت الأولى منهما المعالجة الشعاعية، وأما الثانية فأعطيت المعالجة الشعاعية بعد تطبيق العسل موضعيٌّا داخل الفم، وذلك بتناول 20جرامًا من العسل الصافي قبل المعالجة الشعاعية بـ: 15 دقيقة، ثم بعد إعطاء الأشعة بـ: 15 دقيقة، ثم بعد 6 ساعات من المعالجة بالأشعة. وأظهرت الدراسة انخفاضًا شديدًا في معدل حدوث التهاب الأغشية المخاطية “الشعاعي” عند الذين استعملوا العسل (75% في المجموعة الأولى، مقابل 20% في المجموعة الثانية).
هل يقي العسل من السرطان؟
العسل غني بمضادات الأكسدة، ففي دراسة نشرت في مجلة “شيم ج ضكريك فود” في شهر مارس 2003م قارن الباحثون بين تأثير تناول 1.5غ/ كغم من وزن الجسم من شراب الذرة، أو من العسل على الفعالية المضادة للأكسدة. فقد ازدادت محتويات البلازما من مضادات الأكسدة الفينولية بنسبة أعلى بعد تناول العسل عنها بعد تناول شراب الذرة. وقد أشارت الدراسة إلى أن مضادات الأكسدة الفينولية الموجودة في العسل فعالة، ويمكن أن تزيد من مقاومة الجسم ضد الإجهاد التأكسدي.
وفي دراسة حديثة أجريت في فرنسا ونشرت في مجلة “ج نتر” في شهر نوفمبر 2002م، أجريت على الفئران التي أعطيت غذاء يحتوي على 65جم/100جم من النشويات على صورة نشاء القمح أو على مزيج من الفركتوز مع الجلوكوز أو على غذاء يحتوي على العسل. وتبين للباحثين أن الفئران التي غذيت على العسل كان لديها مستوى أعلى من مضادات الأكسدة مثل (ألفا توكفرول وغيره). وكانت قلوبها أقل تعرضًا لتأكسد الدهون فيها.
وفي دراسة لعلماء كرواتيين نشرتها مجلة “علم الأغذية والزراعة” الأمريكية تحت عنوان: منتجات النحل للوقاية من السرطان وعلاجه، أثبتوا أن منتجات النحل مثل: العسل، والشمع، وغذاء الملكات، وحمض الكافييك، أو حتى المادة السامة المفرزة أثناء لسع النحل؛ تلعب دوراً وقائياً وعلاجياً ضد مرض السرطان.
وتوصل الفريق التابع لجامعة “زغرب” بقيادة الدكتورة نادا أورسوليتش إلى هذه النتائج عندما درس الأثر العلاجي والوقائي للمركبات التي ينتجها النحل، وذلك عن طريق تجريب هذه المركبات – حقناً أو عن طريق الفم – على فئران تجارب محقونة بخلايا سرطانية بشرية.
ولدراسة الأثر الوقائي كان يتم حقن الفئران بأحد منتجات النحل قبل الحقن بالخلايا السرطانية، بينما كان يتم الحقن بأحد المركبات التي ينتجها النحل بعد الحقن بالخلايا السرطاني لدراسة الأثر العلاجي.
وبينت نتائج التجارب دور المركبات التي ينتجها النحل في تثبيط نمو الخلايا السرطانية، كما حسنت هذه المركبات من معدل بقاء حيوانات التجارب على قيد الحياة لفترة أطول، فقد أدى العسل إلى إيقاف انتشار نمو سرطاني تم حقنه في رئات الفئران. ويُعتقد أن هذه المنتجات تحوي موادا كيميائية تقتل الخلايا السرطانية أو تقودها للانتحار الذاتي، أو الموت المبرمج “أبوبتوسيس”. واقترح الباحثون كذلك أنه ربما تعمل هذه المركبات على حث وتعديل استجابة الجهاز المناعي للجسم تجاه الخلايا السرطانية بحيث يبدأ في مهاجمتها، وذكروا أيضاً أن هذه المركبات ربما تعمل على تقليل مجموعات الأكسجين الحرة الضارة.
من جهة أخرى، استطاع ألن كيلاس، كيميائي فرنسي مشهور، أن يبرهن على أن بعض أنواع العسل يحتوي على الراديوم المشع، وفائدة العسل المشع له أهمية كبرى خصوصاً بالنسبة لاستعمال الراديوم في علاج الأورام الخبيثة كالساركوما وغيرها. ونذكر هنا أن المؤسسة العالمية للنحالة “أبيمنديا” توصي بمعالجة السرطان المبدئي (قبل الجراحي) بمزيج من العسل وغبار الطلع (خبز النحل) مع شمع العسل عن مجلة “مديزين كلينيك”.
و تجدر الإشارة إلى أن أطباء مستشفى إيسلز للأورام السرطانية بألمانيا يعتمدون العسل في جدول الحمية الخاص لجميع المرضى.
إذن فالعسل يعتبر مادة علاجية ووقائية وغذائية عالية القيمة للأطفال والكبار على السواء..
جعلنا الله من المقتدين بنبينا وطبيبنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم..
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.