ملف حول كارثة طبيعية : الزلازل في المغرب أخطر الكوارث الطبيعية
مع ما حبا الله به المغرب من المميزات الجغرافية والثروات الطبيعية، فإنها لم تسلم من الكوراث الطبيعية أيضًا، وفي مقدمتها الزلازل، والتي تعد أخطر الكوارث الطبيعية، التي تعاني منها المملكة المغربية، فقد تسببت في إلحاق أضرار خطيرة بالبلاد، سواء على صعيد الأراوح أو المنشآت، كما أنها تؤثر في الطبيعة الطبوغرافية للملكة ومعدل استقرار التربة بها، وتعد أخطر الزلازل التي ألحقت أضرارًا فادحة بالمغرب هما زلزال أكادير في عام 1960 وزلزال الحسيمة في عام 2004.
تعريف الكوارث الطبيعية:
يقصد بالكارثة الطبيعية، هي كل حدث أو حادث مدمر تتعرض له البلاد، ويكون ناتج عن قوة طبيعية، ولا دخل للإنسان في حدوثه، ويخلف وراءه بعض من الخسائر البشرية والمادية، تختلف قوتها بدرجة خطورة تلك الكارثة، ويعد من بين أهم تلك الكوارث الطبيعية (الزلازل)، وهي عبارة عن هزات أرضية سريعة ومتقطعة، تصيب القشرة الأرضية العليا، وتنتج عن حركات الصهارة في باطن الأرض، ومن بينها أيضًا (الأعاصير)، وهي منطقة ضغط جوي منخفض، تصيب إحدى المناطق على شكل من اثنين، فإما أن تكون عبارة عن إعصار مداري، وهو نوع من الأعاصير يتميز بأنه يضم رياح قوية تصاحبها أمطار غزيرة وفيضانات، أو تكون في شكل إعصار نطاق المعتدل، أي تكون شدة الرياح فيه متوسطة وأحيانًا ضعيفة، فلا تؤدي لأضرار فادحة مثل النوع الأول، كما أن من بين الكوارث الطبيعية التي تهدد سكان الكرة الأرضية (التسونامي): وهو عبارة عن أمواج عالية جدًا يتراوح ارتفاعها ما بين 20 و40 مترًا، وليس هذا فقط بل تكون أيضًا قوية وسريعة فتصل شدة سرعتها إلى 700 كيلومتر في الساعة، ويكون هذا التسونامي ناتج عن حدوث زلزال أو براكين في أعماق البحار والمحيطات.
خريطة توزيع الزلازل في العالم:
تعاني بعض المناطق حول العالم دون غيرها من تعرضها للزلازل الشديدة أو على فترات قريبة من بعضها، وهي التي يمكننا أن نرصدها على خريطة العالم في بلدان جنوب أوروبا ودول آسيا الوسطى بالإضافة إلى دول جنوب شرق آسيا ومنطقة جزر المحيط الهادي وكذلك محيط الساحل الغربي للقارة الأمريكية، ومنها أيضًا جبال الأطلس والريف بالمغرب العربي، ويعود سبب تعرض تلك المناطق دون غيرها للزلازل إلى أنها تقع بالقرب من منطقة تقارب صفائح القشرة الأرضية أو منطقة تفاوتها، وتعد منطقة جبال الريف من أكثر مناطق المملكة المغربية، تعرضًا للزلازل، ويعود ذلك إلى أنها قريبة جدًا من خط التقاء الصفيحة الإفريقية مع الصفيحة الأوروبية الآسيوية، ولذلك فقد تعرضت لأعنف الزلازل التي شهدتها المغرب، ويليها في درجة الأكثر عرضة للزلازل منطقة جبال الأطلس، ويرجع ذلك إلى أنها ذات تكوين جيولوجي حديث، وهو ما يعني أنها لا تزال عرضة للحركات التكتونية.
تاريخ الزلازل في المملكة المغربية:
كما قلنا سابقًا فإن المغرب يقع في نطاق “حزام الزلازل” بالمنطقة، ولذلك فقد تعرض على مدار التاريخ لعدد من الزلازل التي اختلفت شدتها وتباينت قوتها، وذلك خلال الفترة من عام 1981 إلى عام 2004 ويعد أخطر زلزال تعرضت له المملكة هو زلزال أكادير في عام 1960، والذي نتج عنه إلحاق أضرار بشرية ومادية كبيرة بالبلاد، فقد خلف وراءه ما يزيد على 12000 من الضحايا، بالإضافة إلى آلاف الجرحى، وكذلك هناك الزلزال الذي جميع أرجاء المملكة المغربية في عام 1969، وكانت أكثر المناطق تضررًا منه الشواطئ، وقد خلف وراءه عشرات القتلى وحوالي 200 جريح، كما شهد المغرب زلزالًا آخرًا والذي يعد ثاني أعنف الزلازل التي تعرض لها المغرب، وكان ذلك في 24 فبراير عام 2004 حيث ضرب هذه المرة مدينة الحسيمة وألحق أضرارًا شديدة بسكانها، فخلف وراءه أكثر من 628 قتيلًا بالإضافة إلى 926 جريحًا منهم إصابات خطيرة وبالغة، فضلًا عن تشريد ما يزيد على 15230 مغربيًا وتركهم بلا مأوى.
أسباب تعرض المغرب لظاهرة الزلزال:
يعود السبب وراء ظهور الظاهرة الزلزالية في المملكة المغربية إلى عدة عوامل، في مقدمتها أن المغرب يقع في محيط حوض البحر المتوسط وهي منطقة عدم استقرار ولقد تعرضت للعديد من الزلازل القوية عبر التاريخ، ويرجع ذلك إلى أن تلك المنطقة تعاني من أحداث الاصطدام بين الصفيحة الإفريقية والصفيحة الأوراسية، كما أن المغرب يقع في منطقة الدرع الأطلسي غير المستقرة أيضًا، وهي وإن كانت زلازلها لا تؤثر مباشرة على المغرب، إلا أن قوتها تصل إلى السواحل المغربية. التدابير التي اتخدتها المغرب للحد من تأثير الزلازل: مع شدة الزلازل التي تعرضت لها المملكة المغربية تنبه المسئولين بالبلاد إلى ضرورة اتخاذ عدد من التدابير للحد من التأثيرات الخطيرة لتلك الظاهرة، وفي هذا السياق تنتشر في مختلف جهات المملكة عدد من المراصد التي تقوم بتسجيل الهزات الأرضية (الزلازل) مهما كانت شدتها، ثم تقوم على الفور بنقل هذه التسجيلات التي قامت بها إلى المعهد العلمي بالرباط، وفي هذا المعهد يعكف فريق من الباحثين والعلماء المتخصصين على دراسة وتحليل هذه التسجيلات، ثم القيام بعد ذلك بتحويلها إلى خرائط الزلازل، وبعد ذلك الاتصال بالمراكز الدولية المتخصصة في هذا الشأن لاتخاذ التدابير اللازمة.
الإجراءات الواجب اتباعها عند حدوث زلزال:
نظرًا لأن الزلازال من الكوارث الطبيعية ذات الخسائر الفادحة، كما أنها تؤدي إلى حدوث فزع كبير بين الناس، ولذلك فإن هناك عدد من الإراءات والتدابير التي يجب على المواطنين اتباعها، من أجل الحد من الأضرار والخسائر البشرية التي تنتج عن الزلازال وكذلك بالطبع الأخطار المادية، كما أن هناك إجراءات وتدابير يجب على الدولة أن تتخذها لكي تحافظ على أرواح وممتلكات مواطنيها عند حدوث الزلازل، ومن بين هذه الإجراءات:
- أن تحافظ على هدوءك وثبات أعصابك عند شعورك بزلازل، ولا تتصرف بعشوائية أو عنف.
- أن تقوم بالابتعاد فورًا عن الأسلاك الكهربائية، وكذلك عن مركبات البناء.
- البحث عن الأجسام الصلبة والثابتة لكي نقوم بحفظ توازننا من خلال الإمساك بها، مثل الأبواب والمائدة أو الكرسي.
- عدم المسارعة في الخروج من المبنى وقت الزلازل حيث يفضل الانتظار حتى توقف الهزة الأرضية ثم مغادرة المكان لو أردنا.
- أن تقوم الدولة بالتوسع في إنشاء مراصد للتنبؤ بالزلازل قبل وقوعها وتحديد مركزها وشدتها لتقييم خطورتها.
- إصدار تشريع (قانون) يتضمن ضوابط للبناء المضاد للزلازل، والذي تأخذ به عدد من الدول التي تعاني من ظاهرة الزلازل مثل اليابان، ويشارك في إعداد هذا القانون علماء في الجيوفيزياء، وكذلك مهندسين معماريين، على دراية بالزلازال وطرق التعامل الهندسي معها.
- يجب تكاتف المجتمع كاملًا (الشعب والحكومة) في عمليات الإغاثة التالية لحدوث الزلازل، وبالطبع يكون السكان في المنطقة المتضررة هم أول من يشارك في عمليات الإغاثة، ثم يأتي بعد ذلك دور السلطات المحلية، وكذلك السلطات الإقليمية والمركزية، وتتضمن عمليات الإغاثة تلقى المنطقة المنكوبة (التي تعرضت للزلازال) للمساعدات المادية والغذائية والطبية وغيرها، من مختلف جهات المملكة المغربية، بالإضافة إلى المساعدات الدولية بالطبع، والتي يسارع بإرسالها البلدان العربية والإسلامية وعدد آخر من الدول الصديقة والهيئات الدولية المعنية.
- المصدر مدونة https://www.moussiac.com/