العلم يحدد أفضل غذاء على الإطلاق للطفل والبالغ والشيخ؟
لا يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن
هل تعلمون ما هي أفضل مادة غذائية للطفل والكبير والشيوخ؟ إنها الحليب الذي أشار إليه النبي الكريم وأثبته العلماء حديثاً…. |
دراسات تؤكد على أهمية اللبن (الحليب)
تؤكد الأبحاث والدراسات العلمية أن الحليب من أفضل أنواع الأغذية لما يحويه من عناصر غذائية ضرورية للنمو وطول العمر والوقاية من الأمراض. وتؤكد دراسة جديدة أن الأطفال الذين يتناولون كميات من الحليب ومشتقاته يعيشون لأعمار أطول وتكون نسبة إصابتهم بالأمراض القاتلة (مثل الجلطات الدماغية) أقل بكثير.
إن تناول ربع لتر من الحليب يومياً يمكن أن يخفض مخاطر الموت بنتيجة الإصابة بالجلطات الدماغية بنسبة 60 % … وهناك دراسة تؤكد أن تناول الحليب كل يوم يقي من ضغط الدم، وأمراض كثيرة أخرى.
يعتبر الحليب من الأغذية المهمة جداً وقد أثبتت الدراسات أن لشرب الحليب بانتظام فوائد عديدة وهناك فوائد طبية لم تُكتشف بعد. فالفوائد لا تقتصر على بعض أجزاء الجسد بل إن شرب اللبن مفيد لجميع أجهزة الجسد، وبخاصة العظام، ويحوي الحليب عدداً من الفيتامينات الضرورية جداً لبناء الجسم ونشاطه ونشاط الذاكرة والدماغ ويقي من السرطان أيضاً، وفوائد تتعلق بعلاج التهاب الأمعاء وحماية الأسنان من التسوس والتئام الجروح وفوائد مهمة للجلد والشعر والأظافر ورفع المناعة.
يحتوي اللبن على عدد من الفيتامينات أهمها الفيتامين آ، وفيتامين ب، فيتامين C، وفيـتامـين ب12 وفيـتامـين E. يفـيد اللبن في تقويـة الهيكل العظمـي لـدى الإنسان. ويعتبر اللبن أو الحليب من الأغذية المتكاملة والمثالية للإنسان.
كما يفيد تناول اللبن يومياً في الوقاية من سرطان القولون وسرطان المعدة. كما ثبت فائدة اللبن في الوقاية من قرحة المعدة، وقد أكد الرسول الكريم على أهمية لبن البقر في حديثه: (فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر) [رواه احمد]، وقد ثبت صدق كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. والحليب مفيد للحمية أيضاً.
يؤكد العلماء بأن لبن البقر من أكثر أنواع اللبن اعتدالاً وفائدة وخصوصاً للأطفال، وفي دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية لفوائد الحليب تبين أن شرب الحليب كل يوم يخفض من مرض الحساسية والأمراض التنفسية لدى الأطفال.
وفي دراسة ثانية تبين أن الحليب من الممكن أن يستخدم لعلاج اضطرابات المعدة والتهاب الكولون، كذلك تبين أن الانتظام في شرب الحليب يقي من تصلب الشرايين، وفي دراسة أخرى تبين أن الحليب قد يقي من الإصابة بالسرطان، ويزيد من مناعة الجسم تجاه الأمراض، وبخاصة أمراض القلب.
فتبارك القائل متفضلاً على عباده: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ) [النحل: 66].
الحليب يقي من ضعف الذاكرة والسكري وأمراض المعدة
لفت بحث علمي جديد إلى أن تناول كوبين من الحليب يومياً قد يقي من الإصابة بالزهايمر عند التقدم في العمر. ووجد العلماء في جامعة “أكسفورد” البريطانية، أن الحليب أفضل مصدر لفيتامين حيوي، يعتقد بقدرته على خفض الأضرار العصيبة التي قد تصيب المخ، ما قد يفضي للإصابة بفقدان الذاكرة والخرف.
وأوضحوا أن المرضى كبار السن ممن يعانون من انخفاض معدل فيتامين B12، عرضة للإصابة بانكماش حجم المخ، وبواقع الضعف مقارنة بمن تتمتع أجسامهم بمعدل أعلى من المادة. ويأمل الخبراء في التصدي لتراجع الذاكرة المصاحب للشيخوخة بفيتامين B12، ويعكفون حالياً على تجارب سريرية لإثبات نظريتهم في معالجة مشاكل الذاكرة بين كبار السن، بتناول الفيتامينات التكميلية.
وقال البروفيسور ديفيد سميث، من المشروع التحقيقي حول الذاكرة والتقدم في السن الذي تجريه الجامعة: إن تناول كوبين من الحليب يومياً يؤدي لرفع فيتامين B12 إلى معدلات كافية في الجسم. ويشار إلى أن فيتامين B12، واحد من ثمانية أنواع من فيتامين B، ويكثر في مشتقات اللحوم الحمراء والسمك ومنتجات الألبان.
تستطيع البقرة الواحدة إنتاج 9500 كيلو غرام من الحليب كل عام، إنها بحق مصانع رائعة تشهد على قدرة خالقها عز وجل، فقد سخر الله لنا هذه المخلوقات وذللها لنا لنحمد الله تعالى، يقول جل وعلا: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) [يس: 71-73].
يقول التقرير، الذي نشر في دورية التغذية السريرية الأمريكية: على الرغم من احتواء اللحوم الحمراء على معدلات عالية للغاية من الفيتامين، إلا أن الجسم لا يمتصها بشكل صحيح عند تناول اللحوم. وأثبت الفريق البريطاني وبالتعاون مع جامعتي “أوسلو” و”بيرغن” في النرويج، أن الجسم يمتص أعلى معدلات فيتامين B12 عند تناول الحليب، رغم احتوائه على معدلات تركيز أقل من تلك التي تحتويها اللحوم.
ويرى العلماء أن الفيتامين ضرورة للحفاظ على سلامة وعزل غلاف الخلايا العصبية بالمخ، وأن عدم تناول كميات مناسبة من الفيتامين قد يحول دون قيامه بمهامه الوظيفية بشكل جيد، ويؤدي لاختلال وموت تلك الخلايا.
هذا وقد أظهرت دراسة طبية جديدة أنجزها باحثون بريطانيون أن شرب نصف لتر من الحليب يومياً قد يحمي الرجال من داء السكري وأمراض القلب. وقال الفريق العلمي التابع لجامعة كارديف بويلز إن تناول مشتقات الحليب يجنب الشخص خطر الأعراض الاستقلابية (Metabolic Syndrome)، وهي مجموعة من الأعراض تزيد احتمال الإصابة بالسكري وأمراض القلب. وتقول الدراسة التي تطلب انجازها 20 عاماً وشملت 2375 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 45 و59 عاماً، إن تناول الحليب ومشتقاته يقلل من هذا الخطر عند الرجال بنسبة 50 بالمئة.
الحليب لعلاج الأمراض المعوية
كشف باحثون في مستشفى همرسميث في لندن ومستشفى لستر العام أن حليب البقر المنتج في الأيام الأولى لولادة البقرة يساعد في علاج العديد من أمراض المعدة المعتادة، ويقول العلماء إن بإمكان مادة بوفاين كولوستروم الموجودة بكثرة في حليب البقر أن تعالج الكثير من الأمراض والتوعكات التي تصيب المعدة، ويضيف العلماء أن هذا الحليب يمكن أن ينقذ حياة آلاف المرضى سنوياً. وتجري حاليا دراسات لمعرفة إن كان الكولوستروم يساعد المرضى المصابين بقرحة الأمعاء الحادة، وهي التهاب حاد يصيب الأمعاء الغليظة.
وقد أظهرت الاختبارات الأولية بأن أحد البروتينيات الموجودة في الكولوستروم يمكن أن يساعد في علاج أمراض المعدة والأمعاء. ويقول البروفيسور ري بلايفورد، وهو أستاذ الجهاز الهضمي في مستشفى همرسميث في لندن إن الحليب قد أثبت فائدته في معالجة التأثيرات التي تسببها العقاقير المضادة للالتهاب، الخالية من الهرمونات المنشطة، المسماة بستيرويد.
وبإمكان هذه العقاقير أن تهاجم الغشاء الداخلي للمعدة متسببة في نزيف معوي، وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي ألفي شخص يموتون في بريطانيا وحدها من تأثيرات هذه العقاقير على المعدة. ويوجد الكولوستروم، وهو أحد مشتقات الحليب، في محلات الأغذية الصحية على شكل سائل أو أقراص. ويخلص البروفيسور بلايفورد إلى القول: إن حليب البقر في الأيام الأولى للولادة هو غذاء طبيعي جيد وأن هذا الاكتشاف يعتبر اكتشافاً مثيراً.
لمحات إعجازية من الكتاب والسنة
إن الذي يتأمل ما جاء في كتاب الله وسنَّة نبيه يلاحظ أن كل ما ذُكر من أغذية لابد أن نجد فيها أسراراً عظيمة، فلا أحد ينكر أهمية العسل كغذاء وعلاج لكثير من الأمراض، ولا أحد ينكر أهمية زيت الزيتون في الوقاية من السرطان، ولا أحد ينكر أهمية الأغذية التي وردت في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، مثل الحبة السوداء.
واليوم تتجلى فوائد عديدة لتناول الحليب (اللبن) في تقوية العظام والوقاية من السرطان، والدراسة الجديدة تؤكد أهمية الحليب للوقاية من ضعف الذاكرة ومرض الخرف أو ما يسميه القرآن (أرذل العمر) يقول تعالى: (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا) [الحج: 5]. وبما أن النبي قال: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء) فإن الله تعالى جعل هذا اللبن دواء لضعف الذاكرة وبخاصة بعد تقدم السن.
والآن لنتأمل قوله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ) [النحل: 66]. فهذا الشراب جعله الله عبرة لنا لنتفكر في فوائده بل وبطريقة تصنيعه، فالبقر والماعز والإبل والغنم.. كلها خلق الله لها أجهزة معقدة لتصنيع الحليب تدل على عظمة الخالق تبارك وتعالى، وفي ذلك ردّ على أولئك الذين يردون أي ظاهرة للطبيعة الصمَّاء. ونقول كما قال تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].
دراسات تؤكد على أهمية حليب الأم
أما حليب الأم فهو مادة فريدة من نوعها ولا توجد أي مادة في الطبيعة يمكن أن تعوضها! ولذلك نجد الباحثين يؤكدون أن حليب الأم يحوي أجساماً مناعية تمنح الطفل وقاية من الأمراض مدى الحياة، فكل ملعقة من حليب الأم يكافئ إعطاء الطفل دواء يقتل 3000000 جرثومة!
العوامل المناعية التي يحويها حليب الأم
alpha-Lactalbumin (variant) | alpha-lactoglobulin | alpha2-macroglobulin (like) |
ß-defensin-1 | Bifidobacterium bifidum | Carbohydrate |
Casein | CCL28 (CC-chemokine) | Chondroitin sulphate (-like) |
Complement C1-C9 | Folate | Free secretory component |
Fucosylated oligosaccharides | Gangliosides GM1-3, GD1a, GT1b, GQ1b | Glycolipid Gb3, Gb |
Glycopeptides | Glycoproteins (mannosylated) | Glycoproteins (receptor-like) |
Glycoproteins (sialic acid-containing or terminal galactose) | Haemagglutinin inhibitors | Heparin |
IgG | IgM | IgD |
kappa-Casein | Lactadherin (mucin-associated glycoprotein) | lactoferrin |
Lactoperoxidase | Lewis antigens | Lipids |
Lysozyme | Milk cells (macrophages, neutrophils, B & T lymphocytes) | Mucin (muc-1; milk fat globulin membrane) |
Nonimmunoglobulin macromolecules (milk fat, proteins) | Oligosaccharides | Phosphatidylethanolamine |
(Tri to penta) phosphorylated beta-casein | Prostaglandins E1, E2, F2 alpha | RANTES (CC-chemokine) |
Zinc | Secretory IgA | Vitamin A |
Sialic acid-glycoproteins | sialylated oligosaccharides | Sialyllactose |
Sialyloligosaccharides on sIgA(Fc) | Soluble bacterial pattern recognition receptor CD14 | Soluble intracellular adhesion molecule 1 (ICAM-1) |
Soluble vascular cell adhesion molecule 1 (VCAM-1) | Sulphatide (sulphogalactosylceramide) | Trypsin inhibitor |
وعوامل مناعية لا تزال مجهولة | vitamin B12 | Xanthine oxidase (with added hypoxanthine) |
كل هذه المواد المناعية في حليب الأم، وهي غير موجودة في أي مادة أخرى في الطبيعة! الآن لنكتب تركيز العوامل المناعية الأساسية في حليب الأم خلال السنتين الأوليين من فترة الإرضاع:
Concentration of Immunologic Components in Human Milk Average Concentration, mg/ml |
||||||
2-3 days | 1 mo | 6 mo | 12 mo | 13-15 mo | 16-24 mo | |
Lactoferrin | 5.3 | 1.9 | 1.4 | 1.0 | 1.1 | 1.2 |
Secretory IgA | 2 | 1 | 0.5 | 0.8 | 1.1 | 1.1 |
Lysozyme | 0.09 | 0.02 | 0.25 | 0.196 | 0.244 | 0.187 |
ونلاحظ من الجدول أن إفراز العوامل المناعية يستمر طيلة عامين كاملين ويكون في السنة الثانية أعلى ما يمكن، ولذلك ينصح الأطباء باستمرار الإرضاع حتى السنة الثانية من عمر الطفل. وسبحان الله هذا ما أمر به القرآن في قوله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) [البقرة: 233] ومعنى (حَوْلَيْنِ) أي سنتين كاملتين.
حديث نبوي معجز
لقد سبق النبي الأعظم علماء العصر في الإشارة إلى أهمية الحليب (اللبن)، فقد روي عن ابن عباس أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أطعمه الله طعاما فليقل: اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيراً منه. ومن سقاه الله لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن) [السلسلة الصحيحة]. ولذلك فإن اللبن غذاء مثالي متكامل للإنسان ويحوي الفيتامينات والمعادن الضرورية للنمو الطبيعي للطفل والشاب والكهل.
وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: (فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن)، ولو سألنا اليوم علماء الغرب، هل تعلمون غذاء أفضل من اللبن للصغار والكبار والشيوخ، فسيجيبون على الفور بأنه اللبن… فسبحان الله!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل