هل استسلم المواطن المغربي أمام فيروس “كورونا”؟
قال الدكتور حسن الشطيبي، باحث في مجال علم الأعصاب المعرفي السلوكي والصحة الغذائية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، إنّ السبب الذي جعل بعض المواطنين يستهترون بالإجراءات الاحترازية من “كورونا”، وبالتالي يساهمون في انتشاره أكثر من ذي قبل، هو تخليهم السريع عن السلوكيات التي تعلموها أثناء الحجر الصحي، وعدم فهمهم للأسلوب الأفضل للتعايش مع الجائحة.
وأضاف الشطيبي في حديث ل ع ت م، أنّ الوسائل والأساليب التي يمكنها جعل المواطنين يلتزمون بقرارات الحجر الصحي والتباعد الجسدي والوقاية كوسائل للحد من انتشار وباء كورونا، تعتمد على محورين أساسيين، أولهما تطوير حملات التوعية وإشراك هيئات المجتمع المدني على أوسع نطاق للتحسيس بأهمية الإجراءات الاحترازية والوقائية، والتحذير من خطورة انتشار الإصابة بالمرض في ظل غياب علاج مضاد للفيروس.
وتابع، أما المحور الثاني فيقع على عاتق السلطات المحلية، التي عليها تفعيل القوانين الزجرية، وفرض تطبيق الإجراءات والتدابير الاحترازية، ومعاقبة المخالفين حتى يتوقف استهتارهم بالوضع الوبائي واستخفافهم بالوباء، بعد أن تم تجاوز مرحلة الهلع منه في المرحلة الأولى التي لاحظ الجميع أثناءها التزاما كبيرا من طرف عموم المواطنين وتقبل للإجراءات الاحترازية، مردفا، أن هذا يعني أنه كان للحجر الصحي دور مهم في نجاح الجهود الجماعية للحد من انتشاره.
وأوضح الشطيبي، أنه إضافة لتكثيف وزارة الصحة عمليات الكشف المبكر والرفع من نسبة التحاليل المخبرية، كان التراخي المشترك سواء في الأخذ بالاحتياطات أو في فرضه من طرف السلطات، سببا آخر أدى لارتفاع حالات الإصابة بكورونا في المغرب، خصوصا بعد أن قررت الحكومة رفع الحجر الصحي لما له من انعكاسات إيجابية سواء على المواطن أو على الاقتصاد الوطني، مبينا أنه نتج عن القرار ظهور بؤر وبائية في المصانع وبين المواطنين بعد السماح لهم بالتنقل والعمل والسفر.
وأشار الباحث في علم الأعصاب المعرفي، إلى أن المواطنين تخلو عن كثير من السلوكيات الإيجابية التي تعلموها في فترة الحجر الصحي، كالحرص المستمر على النظافة وغسل الأيدي بالماء والصابون واستعمال المطهرات والمعقمات، إضافة للالتزام بالتباعد الاجتماعي، والتأقلم مع أنماط جديدة عند تبادل التحية وأثناء الاجتماع، والتخلي عن بعض العادات في المناسبات العائلية، إضافة للتغذية المتوازنة والصحية والسليمة والتمارين الرياضية، ومجموعة من الإجراءات التي تقوي المناعة وتبعد مخاطر الإصابة بالمرض تم تعلمها في فترة الحجر الصحي.
وبالمناسبة، دعا المتحدث ذاته، إلى ضرورة والتكيف مع السلوكيات الجديدة لمواجهة هذا الفيروس للتأقلم مع النمط الحياتي الجديد، مشيرا إلى أن وزارة الصحة نشرت دليلا يتعلق بالتغذية لإرشاد المواطنين إلى الأسلوب الغذائي الأمثل الذي يساعد على تقوية المناعة في ظل استمرار الفيروس في الانتشار وغياب اللقاح المناسب له، حيث لا يبقى بين يد الجميع غير الوقاية والاحتراز، كأسلوب أمثل لمواجهة الجائحة