لهذه الأسباب لا تجبروا أطفالكم على تناول الطعام
لا يوجد أية فائدة لإطعام الطفل بالقوة. ووفقا لدراسة أجرتها جامعة ميشيغان، يمكن أن يسبب الإكراه توترا وقت الطعام يضر بالعلاقة بين الوالدين والطفل. وبحسب مديرة مركز نمو وتطور الإنسان جولي لومينغ “كشف البحث عن عدم وجود دليل على أن الضغط على الأطفال لتناول الطعام يمكن أن يساعدهم على حل المشكلة”.
ويمكن أن يؤثر الإجهاد الذي يعاني منه الوالدان على علاقة أطفالهما بالطعام. بحسب تقرير روثيو نافارو ماثياس الذي نشرته صحيفة “لافانغوارديا” الإسبانية، مؤكدة أن الدخول بمواجهة مع الأطفال بسبب الطعام يحبط كثيرا من الآباء والأمهات.
وقالت بيغونيا آرياس رئيسة قسم طب الأطفال بمستشفى سانيتاس لا ثارثويلا نوفاس “في كثير من الأحيان، يلجأ حوالي 30% من الآباء لأطباء الأطفال للتعبير عن قلقهم لهذه المسألة”.
لماذا لا تأكل؟
عندما لا يرغب الطفل بتناول الطعام، فأول شيء ينبغي استبعاده وجود مشكلة صحية. وتشير الخبيرة إلى أن “الاضطرابات الغذائية الحقيقية التي لها تأثير على التغذية تحدث فقط بنسبة 1 أو 2% من الحالات”.
وبالنسبة للرضع، يمكن أن تنشأ صعوبات عند الانتقال من التغذية شبه الصلبة إلى التغذية الصلبة. وقد يحدث ذلك بسبب التأخر بإدخال الطعام الصلب، بسبب خوف الآباء أن يتسبب ذلك باختناق أطفالهم.
وأفاد آرياس أنه “بالنسبة للأطفال الأكبر سنا، قد تنشأ صعوبات عندما يتم تضمين خيارات جديدة. فإذا كانوا انتقائيين للغاية بشأن ما يأكلونه، ولديهم مشاكل بتناول الفواكه والخضراوات فإن خطر الإصابة بالسمنة يزيد في المستقبل لأنهم يميلون بهذه الحالات لتناول الكربوهيدرات بشكل مفرط”.
ويمكن أن تتسبب العوامل الخارجية برفض الأطفال للطعام. كما تؤكد إيفا ماريا بيريز جينتيكو رئيسة جمعية أخصائيي التغذية في لاريوخا، منها “بدء الدراسة والذي يمكن أن يؤثر على الشهية. وإذا كانوا أكثر عصبية يتناولون كميات أقل”.
احذر الإحباط
مع وجود صحن مليء بالطعام على الطاولة. وفي ظل غياب الحوار، قد تتضمن محاولات إقناع الطفل أساليب غير ملائمة، مثل التهديد أو العصبية أو الابتزاز والإصرار من التصرفات الشائعة لدى الآباء أمام العجز الذي قد ينشأ في مثل هذه السيناريوهات.
ويعتقد معظم الآباء أنه إذا لم يأكل أطفالهم يمكن أن يمرضوا. لذلك، توضح آرياس بأنه “عندما يرفض الأطفال الطعام، تنشأ الإحباطات الأولى لدى الآباء. ونتيجة لذلك، فإنهم يواجهون لحظة تناول الطعام بقلق وعصبية، وهو ما يلاحظه الأطفال”.
وفي حال نُقلت هذه المشاعر للأطفال تبدأ المشاكل، مما قد يؤدي لظهور رهاب ثانوي للغذاء. إضافة لذلك، يمكن أن يجعل الإصرار الأطفال يأكلون الطعام دون جوع. وتشير الخبيرة إلى أن أغلب هذه التعديلات في طريقة أكل الطفل مؤقتة ويمكن حلها بسهولة.
وعلى الوالدين التحقق من كمية الأكل المقدمة إذا لم يكمل الطفل تناول طبقه. وبهذا الصدد، قالت أخصائية التغذية “أحيانا، نقدم للطفل كمية من الطعام تفوق احتياجاته، بالتالي يفضل تقلَيص الكمية قبل أن نصر عليه لتناولها كاملة”.
وتقترح جينتيكو تغيير طريقة التعامل مع الطفل، فبدل أن نصر على أن يأكل، يمكن أن نقول له مثلا “ألا ترغب بتناول المزيد من الطعام” كما ينبغي أن نتجنب عبارات مثل “إذا لم تكمل طبقك فلن تترك الطاولة”.
ممارسات جيّدة
عدم نقل الضغط الذي يشعر به الوالدان للأطفال من القواعد الأساسية لمرور هذه المسألة بسلام. وتؤكد جينتيكو “ينبغي على الأولياء التحلي بالهدوء والاستماع لأطفالهم ومراقبتهم ومساعدتهم بودّ”. إذ ينبغي أن تكون الوجبات مناسبة اجتماع عائلي عوضا عن أن تكون الوقت الأكثر إرهاقًا.
وتعتبر السيطرة على العواطف من المسائل التي تبدو سهلة من الناحية النظرية، ولكنها في غاية الصعوبة على الصعيد العملي. وترى آرياس أن “عدم التعبير عما يخالجنا من مشاعر خير سبيل خلال إطعام الأطفال. لذلك، ينبغي على الآباء معرفة أفضل طريقة لتعليم ذريتهم أسس الطعام
الأدوات الأساسية
ويمكن استخدام أساليب تحسن العلاقة بين الأطفال والغذاء على غرار تناول وجبات منتظمة ومتنوعة. وأفادت آرياس “من الممكن أن يتناول أفراد العائلة فطور الصباح أو الغذاء أو العشاء سويا حول الطاولة دون مشاهدة التلفاز”.
كما ينبغي أن يجلس الطفل بوضع مريح يتيح له أن يلمس الطعام بسهولة. ومن الأفضل أن يستخدم يديه في بداية الأمر ثم يستخدم أدوات المائدة التي تتناسب مع عمره.
وأحيانا، يصبح من الضروري أن تقدم للطفل بعض البدائل حين يرفض تناول أي نوع من الطعام، بحسب نصيحة جينتيكو “حين يقلق الأولياء نظرا لأن طفلهم يرفض أكل السمك على سبيل المثال، ينبغي عليهم التحري حول الأنواع التي تناولها من قبل، دون إجباره على تناول هذا الطعام”.
كما ينبغي أن نقدم للطفل كميات صغيرة من الطعام. كما أكدت جينتيكو أن “الأطفال لا يقبلون دائما الأطعمة الجديدة في البداية، فقد يكون من الضروري إعادة المحاولة 15 مرة”.
المصدر : موقع الجزيرة